امام وخطيب صلاة الجمعة في العاصمة السويدية ستوكهولم: من الشرف شهر رجب يبلغ الغاية القصوى في ذلك حتى ورد في فضائله الكثير من الاحاديث الشريفة التي تحث على النهوض باعمالها .

النبي الاكرم (صلى الله عليه واله): رجب شهر الاستغفار لامتي اكثروا فيه الاستغفار فانه غفور رحيم سلوا الله الاقالة والتوبة فيما مضى والعصمة فيما بقي من اجالكم .
 
 
 
 
 
 
أُقيمت صلاة الجمعة في العاصمة السويدية ستوكهولم بتاریخ 7 / ابريل - نيسان / 2017 9 / رجب الاصب / 1438 هجرية .. . بإمامة سماحة حجة الاسلام والمسلمين  الشيخ مجتبى الجعفري الاراكي * دام عزه * في مسجد الامام علي * عليه السلام * في مرکز الإمام علي * عليه السلام * الثقافي الاسلامي . 
أكد سماحته في خطبته الأولى على تقوى الله سبحانه وتعالى بقوله نسئل الله تعالى التقوى بالاتيان لاوامره والاجتناب عن معاصيه انه سميع مجيب .. .. 
 
ايها الاعزة – ايها المصلون يسعدني بان وفقني الله لان التقي بكم مرة اخرى في هذا المكان الشريف المنتسب للامام علي * عليه السلام * وفي بلاد الغربة نسئل الله تعالى ان يجمعنا واياكم عند المرقد العلوي الطاهر عليه الاف تحية والثناء وانا فخور بهذا التوفيق الالهي لاداء الوظيفة والتكليف الديني ان صح التعبير . .
مضيفا سماحته ابارك لكم اعياد ومواليد هذا الشهر المبارك حيث البدء بولادة الامام الباقر * عليه السلام * مرورا بميلاد مولى الكونين ابو السبطين وامام الثقلين مولانا الامام علي بن ابي طالب * عليه السلام * والختام بعيد المبعث النبوي الشريف .
 
حيث استعرض سماحته أهمية شهر رجب الاصب بقوله ایها المصلون ان هذا الشهر في موقع عظيم من الشرف ومن اسباب شرافته انه من الاشهر الحرم * كما في القرءان الكريم * حيث يحرم القتال فيه وانه من مواسم الدعاء ونحن وان كنا في نهاية العشرة الاولى وبداية العشرة الثانية لكن لكن لاباس من بذكر فضائل هذا الشهر فان الذكرى تنفع المؤمنين .. .. ومن الشرف شهر رجب يبلغ الغاية القصوى في ذلك حتى ورد في فضائله الكثير من الاحاديث الشريفة التي تحث على النهوض باعمالها وشهر رجب يدعى بالشهر الاصب وذلك لان الرحمة الالهية تصب على عباده صبا ... فان شهر رجب وشعبان يمهدان الانسان لدخول شهر رمضان وان الانسان بتعبده وتضرعه يطهر نفسه لاستقبال شهر الصيام فان هذا الشهر وشهر شعبان نوع من انواع الممارسة لتطهير النفوس ليبدء الانسان شهر رمضان بنفوس طاهرة مطهرة وينقل في حالات اهل العرفان بان اولياء الله كانوا يصومون تمام الشهرين ويلحقانهما بصيام شهر رمضان المبارك وعن العلامة المجلسي 95 / 377 – والسيد ابن طاووس / اقبال الاعمال والشيخ  الملكي التبريزي في المراقبات – ان رسول الله * صلى الله عليه واله وسلم * قال : ان الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكا يقال له الداعي فاذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة الى الصباح يقول : طوبى للذاكرين طوبى للطائعين ويقول الله سبحانه وتعالى : انا جليس من جالسني ومطيع من اطاعني وغافر من استغفرني الشهر شهري والعبد عبدي والرحمة رحمتي فمن دعاني في هذا الشهر اجبته وجعلت هذا الشهر حبل بيني وبين عبادي فمن اعتصم به وصل الي .
 
 
 
 
 
 
وشدد سماحته على ضرورة التوصيات العبادية والاخلاقية لهذا الشهر العظيم واهمها :
الاستغفار : فعن النبي الاكرم * صلى الله عليه واله * : رجب شهر الاستغفار لامتي اكثروا فيه الاستغفار فانه غفور رحيم سلوا الله الاقالة والتوبة فيما مضى والعصمة فيما بقي من اجالكم .. .. والذكر المنصوص في هذا الشهر * استغفر الله واسئله التوبة * . 
 
الصوم : تظافرت الاخبار في استحبابه لاسيما في ايام التشريق اي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر .. .. عن ابي سالم قال دخلت على الامام الصادق * عليه السلام * في رجب وقد بقيت منه ايام فلما نظر الي قال لي : يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئا؟
 
قلت : لا والله يابن رسول الله * صلى الله عليه واله * قال لي : لقد فاتك من الثواب مالم يعلم مبلغه الا الله عز وجل وان هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته واوجب للصائمين فيه كرامته قال فقلت له : يابن رسول الله * صلى الله عليه واله * فان صمت مما بقي شيئا هل انال فوزا ببعض ثواب الصائمين فيه ? فقال يا سالم : من صام يوم من اخر هذا الشهر كان ذلك امانا من شدة سكرات الموت وامانا من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من اخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاث ايام من اخر هذا الشهر امن يوم الفزع الاكبر من اهواله وشدائده واعطي براءة من النار .. .. ونحن في بداية العشرة الثانية من هذا الشهر وقد مضى عنا العشرة الاولى فلنغتنم هذه الفرص  القيمة للذكر والخشوع والتعبد والتقرب الى الله تعالى .. .. نسئل الله سبحانه ان يوفقنا لقيامه وصيامه وان يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا . 
 
واستعرض سماحة الشيخ حياة الامام الجواد * عليه السلام * قائلا ان الامام ابو جعفر محمد بن علي الجواد * عليه السلام * هو التاسع من ائمة اهل البيت * عليهم السلام * الذين اوصى  اليهم رسول الله * صلى الله عليه واله وسلم * بامر من الله سبحانه وتعالى لتولي مهام الامامة والقيادة من بعده .. .. بعد ان نص القرءان على عصمتهم وتواترت السنة الشريفة بذلك .. .. تجسدت في شخصية هذا الامام العظيم كسائر ابائه الكرام جميع المثل العليا والاخلاق الرفيعة التي تؤهل صاحبها للامامة الرسالية والزعامة الربانية .. .. ولد الامام الجواد * عليه السلام * سنة 195 من بعد الهجرة في اليوم العاشر من شهر رجب بالمدينة المنورة .. وفي حديث عن ابيه الامام الرضا * عليه السلام * بعد ولادته حيث قال : * هذا المولود الذي لم يولد مولود اعظم بركة على شيعتنا منه . 
 
تقلد الامامة العامة وهو في السابعة من عنره الشريف وليس في ذلك ما يدعوا الى العجب فقد تقلد عيسى بن مريم * عليه السلام * النبوة وهو في المهد ... لقد اثبت التاريخ من خلال هذه الامامة المبكرة صحة ما ذهب اليه الشيعة الامامية في الامامة بانها منصب الهي يهبه الله لمن يشاء . واسترسل سماحته قائلا ان بالرغم من قصر عمر الامام * عليه السلام * اي خمسة وعشرون سنة من ولادته و حتى استشهاده وهو اقصر عمر نراه في اعمار الائمة الاثنى عشر من اهل بيت رسول الله *صلى الله عليه واله * الا انه تحدى على صغر سنه اكابر علماء عصره وعلاهم بحجته ... وقد احتفى به * عليه السلام * وهو ابن سبع سنين كبار العلماء والفقهاء وانتهلوا من نمير علمه ورووا عنه الكثير من المسائل  العقائدية والفقهية والتفسير .
 
 
 
 
 
عاصر من ملوك بني العباس كلا من المامون والمعتصم ففي ايام المامون تنفس الامام * عليه السلام * الصعداء حيث لقى منه الاكرام والتعظيم وزوجه المامون من ابنته ام الفضل ببغداد فحملهامعه الى المدينة المنورة ولم يزل الامام (ع) يسكن المدينة المنورة حتى جاء المعتصم * هذا العدو اللدود لال البيت * عليهم السلام * واشخصه الى بغداد فدخلها ولقي بها صنوف العذاب من جزار عصره المعتصم وزبانيته حتى دس له السم واستشهد في بغداد في شهر ذي القعدة وقيل في الخامس من ذي الحجة سنة 220 فدفن بها في مقابر قريش عند مرقد جده الامام الكاظم (ع) فاصبح مرقده من البقاع المقدسة لدى الشيعة والمسلمين في العالم ويقصدونه من شتى البقاع للتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وقضاء حوائجهم .. .. وباستشهاده خسرت البرية عامة والامة الاسلامية خاصة نابغة من نوابغ الدهر واية من ايات الله العظمى .. .. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا . 
 
ومابين الصلاتين اجريت سحبة ختمة القرءان الكريم كالمعتاد اجراها الحاج عماد ابو انفال وقام بالسحبة سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ مجتبى الجعفري الاراكي * حفظه الله * وقد فاز بالسحبة الحاج رعد عمار فالف مبروك .
 
في نهاية الصلاة ابتهل المصلون الحاضرون الى الله سبحانه وتعالى بأن يعجل في فرج مولانا الإمام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء و يحفظ مراجعنا العظام وعلمائنا الاعلام ويوحد كلمة المسلمين ويبعد عنهم الضر وان يرحم شهدائنا وينصر حشدنا المقدس والقوات الامنية ... ومن الجدير بالذكر إن الصلاة  الجماعة – الجمعة - تقام كل اسبوع في المركز الذي أصبح يشار له بالبنان في عاصمة مملكة السويد ستوكهولم .
 
 
 
 السويد – ستوكهولم – أحمد الناجي
 
 
 
----
تم النشر: 11-04-2017