امام وخطيب الجمعة في عاصمة مملكة السويد ستوكهولم : إنّ لهذا الشهر موقع عظيم من الشرف ومن أسباب شرفه أنّه من الأشهُر الحُرُم ، وأنّه من مواسم الاستغفار

 
صلاة الجمعة هي سبب من أسباب القوة عند المسلمين في ستوكهولم 
 
 
صلاة الجمعة تمثل التجسيد الواعي للحضور الإسلامي والالتزام بالشعائر الإسلامية ودورها البناء في واقع المسلمين ومستقبلهم في بلاد الغربة ..
 
 
 
 
 
 
 
أُقيمت صلاة الجمعة في العاصمة السويدية ستوكهولم بإمامة سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محسن حكيم الهي في مرکز الإمام علي * عليه السلام * الاسلامي والتي تزامنت مع حلول شهر رجب الاصب وذلك في يوم الجمعة المصادف ١ ٣ مارس ٢٠١٧ الموافق ٢ رجب الاصب ١٤٣٨ هجرية
 
حيث استعرض سماحته أهمية شهر رجب الاصب بقوله ایها المومنون إنّ لهذا الشهر موقع عظيم من الشرف ، ومن أسباب شرفه أنّه : من الأشهُر الحُرُم ، وأنّه من مواسم الاستغفار .. .. كان هذا الشهر معروفاً في أيّام الجاهليّة ، ينتظره الناس لحوائجهم . ..
 
 وفي الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب * عليه السّلام * ، كما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد بن عبد الله * صلى الله عليه واله وسلم * وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله . عن النبيّ * صلّى الله عليه وآله * قال : إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة ، ومن الملائكة أربعة ، ومن الأنبياء أربعة ، ومن  الصدّيقين  أربعة ، و من الشهداء أربعة ، ومن النساء أربعاً ، ومن الأيّام أربعاً ، ومن البِقاع أربعاً .. .. وأمّا خيرته من الأنبياء ، فاختار : إبراهيمَ خليلاً و موسى كليماً وعيسى رُوحاً ومحمّداً حبيباً . وأمّا خيرته من الصدّيقين : فيوسفُ الصدّيق و حبيب النجّار وحِزبيل مؤمن آل فرعون  وعليّ بن أبي طالب . وأمّا خيرته من الشهداء : فيحيى بن زكريا و جِرجِيس النبيّ وحمزة بن عبدالمطّلب وجعفر الطيّار . وأمّا خيرته من النساء : فمريم بنت عمران وآسيا بنت مُزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خُوَيلد وفاطمة الزهراء .. .. وأمّا خيرته من الشهور : فرَجَب وذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم .. وهي الأربع الحُرُم . ومن حيث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان وشهر رمضان ، الغاية القصوى في ذلك ،    حتّى ورد في فضائلها كثير من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على النهوض بأعمالها ..
 
 
مضيفا سماحته أنّ الليلة الأولى منه هي إحدى الليالي الأربع التي حثت الروایات بإحياؤها بالعبادات ... وأنّ يوم النصف منه هو من أحبّ الأيّام إلى الله سبحانه تعالى وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح ، يكون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارك ... أمّا السابع والعشرون من رجب فهو يوم مبعث النبيّ محمد * صلّى الله عليه وآله وسلم * ، وهو يوم ظهور الرحمة ظهوراً لم يُرَ مِثْله وهو أشرف الأيّام .  
 
 
 
 
كما قدم سماحة أمام جمعة ستوكهولم  التهاني والتبريكات للمسلمين كافة بمناسبة حلول غره هذا الشهر المبارك وما رافقها من احداث تاريخية هامة اهمها ولادة الامام محمد الباقر * عليه السلام * وقال أمام جمعة ستوكهولم  اهنئکم جمیعا بهذا العید المبارك و اسئل الله ان یجعل هدیتنا بهذه المناسبه العظیمة تحریر مدینة الموصل بکاملها قبل نهایة هذا الشهر واسترسل سماحته حديثه عن حياة الامام الباقر * عليه السلام * قائلا عاش الإمام مع جده الإمام الحسين * عليه السلام  * حوالى ثلاث سنوات ونيف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء . ثم قضى مع أبيه الامام السجاد * عليه السلام * ثمان وثلاثين سنة يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقيم العليا وأنبت فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المثلى للبشرية واجتمعت فيه صفات ومزايا فريدة .
 
 
وقد ذكر سماحته بالدور الرسالي والقيادي للإمام الباقر * عليه السلام * بقوله إستفاد
 
 * عليه السلام * من الانفراج السياسي إستفادة كبيرة في ممارسة دوره الرسالي فاتّبع سياسة تعليمية وتربوية رائدة هادفة لمواجهة الأفكار المنحرفة التي تغلغلت مع اتّساع رقعة الفتوحات والتصدي للأحاديث المدسوسة " وانهال عليه الناس يستفتونه عن المعضلات ويستفتحونه أبواب المشكلات " وعمل الإمام محمد الباقر * عليه السلام * على تعزيز المدرسة العلمية والفكرية التي انطلقت في حياة والده الامام زين العابدين السجاد * عليه السلام * فأصبحت تشدّ إليها الرحال من كل أقطار العالم الإسلامي حتى قال أحدهم لم يظهر من أحد من ولد الحسن والحسين * عليهما السلام * في علم الدين واثار السنة وعلم القرون وفنون الاداب ما ظهر عن الامام أبي جعفر الباقر * عليه السلام * .  
 
 
 
 
واكد الشیخ حکیم الهي في الوقوف بهذا اليوم كما في كل عام لنحيي ذكرى يوم الشهيد العراقي  والتي تتزامن مع الذكرى السنوية لاستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم * قدس سره * وفي هذه المناسبة نستذكر شهيداً عظيماً عمل وجاهد وضحى من أجل المبادئ الاسلامية السامية والشعب العراقي العظيم ، ومضى شهيداً في سبيل الدفاع عن حرية وكرامة واستقلال العراق وتحقيق العدالة فيه ، ذلك هو الشهيد السيد محمد باقر الحكيم * رض * ولقد حاول النظام الصدامي المباد اغتياله عده مرات .
 
مستذكرا الحادث الإجرامي بقول سماحته وفي يوم الجمعة في الأول من شهر رجب الاصب و بعد خروجه من صلاة الجمعة من صحن الحيدري الشريف  تعرض سماحة السيد الحكيم لعملية اغتيال بانفجار شديد لسيارة مفخخة أدت إلى استشهاده هو والعديد من المرافقين له وعشرات المصلين .  
 
ومابين الصلاتين القى الاستاذ شبر حسين الشمري كلمة استعرض فيها حياة الشهيد اية الله  السيد محمد باقر الحكيم * قدس سره * الجهادية والمزايا والسمات التي يتحلى بها شهيد المحراب مؤكدا على اهمية الاقتداء بهذه الشخصية العظيمة في مختلف المجالات وهذا لا يكون فقط من خلال احياء الذكرى السنوية لمجرد ذكرى نحتفي بها كل عام بل علينا الاستمرار على نفس المنهج والموقف والمشروع .. .. كما تم توزيع كراس على الحضور يحكي سيرة شهيد المحراب * قدس سره * .   
 
وفي ذات الوقت اجريت سحبة ختمة القرءان الكريم كالمعتاد اجراها الحاج عماد ابو انفال وقام بالسحبة سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محسن حكيم الهي * حفظه الله * .
 
في نهاية الصلاة ابتهل المصلون الحاضرون الى الله تعالى بأن يعجل في فرج مولانا الإمام صاحب الامر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وان يرحم شهدائنا وينصر حشدنا المقدس والقوات الامنية في العراق و يحفظ مراجعنا وعلمائنا الاعلام ويوحد كلمة المسلمين .. ومن الجدير بالذكر إن الصلاة  الجماعة – الجمعة - تقام كل اسبوع في المركز الذي أصبح قبلة لرواد الفكر والفضيلة في العاصمة السويدية ستوكهولم . 
 
 
السويد – ستوكهولم – أحمد الناجي