خطیب صلاة الجمعة في ستوکهولم: یجب المواظبة على حضور ماتم ومجلس الامام الحسين (ع) لما فيه من تاكيد من قبل المعصومين (ع)

اقيمت صلاة الجمعة العبادية في مسجد الامام علي عليه السلام في ستوكهولم يوم الجمعة الموافق 10-11-2017  وتطرق امام ومدير مركز الامام علي (ع) العلامة  الشيخ محسن حكيم الهي (دام عزه) الى سلسلة من  مواضيع موحدة ومنهجية ,تحت عنوان ( الاخلاق) , وقد طرح سماحته مجموعة من الروايات تؤكد ذلك وتحث على الاخلاق وحسن الخلق, وبالمقابل تذم سوء الخلق وتبتعد عنه.
 
 
 
 
 
fredagsbon_20170331_6.jpg
الصورة من الآرشیف
 
 
 
ففي الخطبة الاولى تطرق سماحته للنقاط التالية :
 
اولا:
 ما حثت به الشرائع السماوية وما صدع به الأنبياء عليهم السلام بحسن الخلق لما فيه من فوائد جمة على مستوى الدنيا والآخرة، 
ولقد تقدم بيان ثماره في الآخرة في أحاديث متفرقة "كبلوغ صاحب الخلق الحسن درجة الصائمين والقائمين" 
,  والقرب من رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) مجلسا يوم القيامة ، وثقل الميزان بالحسنات والثواب الجزيل.
 
وأمّا ثماره في الدنيا فهي كالآتي:
1ــ ينال صاحبه سعة في رزقه ويكثر أصدقاؤه كما قال ذلك الإمام علي عليه السلام: ((حُسنُ الخُلقِ يَزيدُ في الرِّزقِ، ويُؤْنِسُ الرِّفاقَ))...1.. ((غرر الحكم: 4856. ميزان الحكمة: ج3، ص1083، ح5076)).
 
2ــ قالوا إن دار الظالم خراب، وأقول إن دار سيئ الخلق مثله، ولكن دار من حسن خلقه عامرة بأهلها وبنائها، وعمر سيئ الخلق قصير مبتور، وعمر حسن الخلق طويل في طاعة الله تعالى، ولذا نجد الإمام الصادق عليه السلام يقول: ((إنَّ البِرَّ وحُسنَ الخُلقِ يَعْمُرانِ الدِّيارَ،
 ويَزيدانِ في الأعْمارِ))...2.. ((بحار الأنوار: ج71، ص395، ح73. ميزان الحكمة: ج3، ص1083، ح5077)).
 
3ــ إذا سر العاقل أن يكون محبوبا ومحترما عند الناس، فما عليه إلا أن يكون ملتزما بحسن الخلق، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ((حُسنُ الخُلقِ يُثَبِّتُ المَودَّةَ))...3.. ((بحار الأنوار: ج77، ص148، ح71. ميزان الحكمة: ج3، ص1084، ح5080)).
 
ثانيا:
تقدم الكلام عن حسن الخلق ومكارمه في نظر أهل البيت (عليهم السلام)
 فكان كلاما يسر العقول ويشنف الأسماع ويقوي القلوب ويبعث على التنافس في المكارم، فحسن الخلق طيب يتعطر به المؤمنون، وتاج يتزين به العقلاء، ودرع يتوقى بها مجاهدوا النفوس، ووسيلة يتقرب بها المتقربون، وجلباب يتجلبب به أهل الحياء، ودرجة يرتقي
 بها أهل العلو والرفعة، وفضل يمنّ به المحسنون، وعدل يحكم به الحاكمون، وبر يبذله أهل المعروف، ورضا تقنع به النفوس، واطمئنان تتحلى به القلوب، وأنس يأنس به الأصحاب.
وأمّا سوء الخلق والعياذ بالله , فمرض يصيب الجاهلين، ونتانة يفر منها أهل الذوق، ودناءة للنفوس، وتسافل في الدرجات، وفساد للعمل الصالح، وقرين مانع للخير، ووحشة للأهل والأحباب، وحاجب عن التوبة، وغم لا ينجلي، وهم لا ينكشف، وعذاب لا يزول إلا بزوال صاحبه، ونكد للعيش،
 وبعد عن الله تعالى، وجفوة للدين، ومخالفة لسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وترك لسيرة المعصومين (عليهم السلام) وسبيل إلى النار.
 
ثالثا:
اخوتي واخواتي الاكارم بعد هذا الوصف الذي وصف أهل البيت (عليهم السلام) فيه سوء الخلق نجد أنفسنا في غنى عن ذكر آثاره ولكن لتطمئن قلبوبنا
 بذكر بعض أحاديث أهل بيت العصمة (عليهم السلام ) الذين حذروا من سوء الخلق وبينّوا سوء عواقبه:
 
1ــ ورد عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم): ((إنّ العَبدَ لَيَبلُغُ من سُوءِ خُلقِهِ أسْفَلَ دَرَكِ جَهنَّمَ))...4.. ((المحجّة البيضاء: ج5، ص93. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5101)).
 
2ــ قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): ((ألا أُخبِرُكُم بأبعَدِكُم مِنّي شَبَهاً؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذيءُ، البَخيلُ، المُخْتالُ، الحَقودُ، الحَسودُ، القاسِي القَلبَ، البَعيدُ مِن كُلِّ خَيرٍ يُرجى، غَيرُ المَأمونِ
 مِن كُلِّ شَرٍّ يُتَّقى))...5.. ((الكافي: ج2، 291، ح9. ميزان الحكمة: ج3، ص1086 ــ 1087، ح5110)).
 
3ــ عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: ((الخُلقُ السَّيِّئُ يُفسِدُ العَملَ كما يُفسِدُ الخَلُّ العسَلَ))...6.. ((الكافي: ج2، 321، ح1. ميزان الحكمة: ج3، ص1084، ح5086)).
 
4ــ ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ((مَن ساءَ خُلقُهُ أعْوَزَهُ الصَّديقُ والرَّفيقُ))...7.. ((غرر الحكم: 9187. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5105)).
وقال عليه السلام: ((مَن ساءَ خُلقُهُ ضاقَ رِزْقُهُ))...8.. ((غرر الحكم: 8023. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5106)).
 
5ــ ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ((سُوءُ الخُلقِ شَرُّ قَرينٍ))...8.. (غرر الحكم: 5567. ميزان الحكمة: ج3، ص1085، ح5089)).
 
وعنه (عليه السلام): ((سُوءُ الخُلقِ نَكَدُ العَيْشِ وعذابُ النَّفْسِ))...9.. ((غرر الحكم: 5639. ميزان الحكمة: ج3، ص1085، ح5090)).
 
وقال (عليه السلام) أيضا: ((سُوءُ الخُلقِ يُوحِشُ النَّفسَ، ويَرفَعُ الأُنْسَ))...10.. ((غرر
 
Sheikh Adel, [14.11.17 09:49]
الحكم: 5640. ميزان الحكمة,
ج3، ص1085، ح5091).)).
 
6ــ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((مَن ساءَ خُلقُهُ عَذّبَ نَفْسَهُ))...11.. ((بحار الأنوار: 78، ص246، ح62. ميزان الحكمة: ج3، ص1086،
 ح5102)).
 
 
الخطبة الثانية:
 
تطرق سماحة العلامة حكيم الهي (دام عزه ) في الخطبة الثانية الى موضوعين :
 
اولا: 
اهمية زيارة الاربعين للامام  الحسين (عليه السلام ) وعن البقعة التي يدفن فيها بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله) , وعن عدم ترك زيارة الامام الحسين (عليه السلام ) من خلال روايات متعددة عن الامام الصادق والامام الكاظم ( عليهم السلام ) , ثم عرج على الرواية المعرفة عن عطية العوفي في قضية التقاء ركب الامام السجاد (عليه السلام ) بركب جابر بن عبد الله الانصاري ( رضوان الله تعالى عليه ) , وقد نقلنا سماحته الى تلك الاجواء الروحانية عند قبلة الاحرارالامام الحسين  ( عليه السلام ) .
 
ثانيا
: المواظبة على حضور ماتم ومجلس الامام الحسين ( عليه السلام ) لما فيه من تاكيد من قبل المعصومين ( عليهم السلام ) لحضورهذه المجالس .
وختم سماحته الصلاة بالدعاء والابتهال للجميع بالموفقية والسلامة والامن والامان وان يعجل الله في فرج سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف