الشیخ حکیم الهي: الصدیقه فاطمه الزهراء (س) نور و آیه عظیمه من آیات الله و سر من اسرار الله سبحانه و تعالی

اقيمت صلاة الجمعة في مركز الامام علي (ع) في ستوكهولم  يوم الجمعة الموافق 2018-01-26 بامامة امام ومدير مركز الامام علي (ع) سماحة الشيخ محسن حكيم الهي (دام عزه).
 
حيث تحدث سماحته عن مكارم الاخلاق  وفي هذا السياق عرض الكثير من الايات القرانية , والرويات عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) والائمة الاطهار  (عليهم السلام) التي تحث الانسان على مكارم الاخلاق .
 
 
 
 
وقال سماحته في الخطبة الاولى  للصلاة :
 
 لاشك ان الاحسان الی الفئات المحرومة  مطلوب جدا , فهناك مجموعة من الفئات المحرومة هي بأمس الحاجة إلى التكافل الإجتماعي بعد أن قرضهم الفقر بمنشاره  وأسكنتهم الحاجة والفاقة ، وهم : الأيتام!
 
  والإسلام كدين اجتماعي تتمثّل فيه مبادئ الرحمة والعطف ، لا يريد ان يترك هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع فريسة الفقر والحاجة ، لذلك كانت هذه الفئة بمثابة القطب من الرحى في توجهاته التكافلية ، فهناك الآيات القرآنية الكثيرة التي تحث على الاهتمام بالأيتام وتدعو إلى تأمين مستلزمات العيش الشريف لهم ، منها قوله تعالى : 
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) 
وقوله تعالى : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) وقوله : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ). 
 
فهنا نجد دعوة صريحة للتكافل الأدبي معهم ، ولوماً وتقريعاً لكل من يقصّر في ذلك ,  وهناك طائفة من الآيات تدعو إلى التكافل المادي الصريح مع الأيتام  منها : قوله تعالى :
 
( وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلَائِكَةِ  وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ ) 
 
وقوله : ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ ) 
 
وقوله : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )
 
وقوله : ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) 
 
 
وكان الرسول الأكرم صلى‌الله‌ عليه ‌وآله يوقظ في نفوس الناس العاطفة الدينية تجاه الأيتام ، ويُكثر من التوصية بهم ، ويدعو إلى كفالتهم ، 
 
 
قال صلى‌الله‌عليه‌ وآله : 
 
« أنا وكافل اليتيم في الجنّة كهاتين و اشار الی اصبعیه ». 
 
وعنه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله : 
 
« من عال يتيما حتى يستغني عنه ، أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنّة ، كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النار » 
 
 
ولم تقتصر تعاليم الرَّسول الاجتماعية على تأمين التكافل المادي للأيتام فحسب  بل كان يولي التكافل الأدبي المزيد من العناية والأهمية ، 
 
قال صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله موصياً : 
 
« كن لليتيم كالأب الرَّحيم ، واعلم أنّك [ كما ] تزرع كذلك تحصد » 
 
وروي أن رجلاً شكا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قساوة قلبه ، فقال :
 
 « إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم » وفي رواية اُخرى أنه قال له : 
 
« فادن منك اليتيم وامسح رأسه وأجلسه على خوانك ، يلين قلبك وتقدر على حاجتك » 
 
 
وقال صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله : 
 
« اشبع اليتيم والأرملة ، وكن لليتيم كالأب الرحيم ، وكن للأرملة كالزوج العطوف ، تعط كل نفس تنفست في الدنيا قصراً في الجنة ، كل قصر خير من الدنيا وما فيها »
 
 
هذه التوجهات الحضارية أشاعت أجواء الطمأنينة في نفوس الأيتام وخلقت الاستقرار الاجتماعي على الرغم من الاضطراب السياسي الذي خيم على المجتمع الإسلامي آنذاك , وإذا ما أضفنا إلى كل هذا مساعي مدرسة أهل البيت التي أسهمت بنصيب وافر في تشجيع أعمال الخير فكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يوصي بهم حتى قبل موته بقليل ، فقد تضمنت وصيته الأخيرة قوله عليه‌السلام : 
 
 
« الله اللّه في الأيتام ، فلا تغبّوا أفواهم ، الی ان قال فقد سمعت رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله : 
 
 
من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنة » 
 
وعنه عليه‌السلام : 
« ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحّماً له إلاّ كتب الله له بكلّ شعرة مرّت يده عليها حسنة » 
 
وعن أبي الطفيل ، أنّه قال : 
« رأيت علياً عليه‌السلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه : لوددت أني كنت يتيماً » 
 
أما الإمامان الحسن والحسين عليهما‌السلام وكلاهما يضيء من مشكاة واحدة ، فيحثان على تكفل أيتام آل محمّد صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بعد أن اتبع معهم الطغاة سياسة  السيف والنطع  فقتلوهم تحت كل حجر ومدر ، فمن الطبيعي والحال هذه أن يكثر أيتامهم ، ويكونوا ضحايا نظام اجتماعي جائر لا يكترث بهم ، فيفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء. فأراد أئمة أهل البيت : أن يرتقوا بشيعتهم إلى مستوى التحدي الاجتماعي ومن الشواهد على تأجيج الأئمة : للعواطف النبيلة لكفالة أيتام آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قاله الإمام الحسن علیه السلام : 
« فضل كافل يتيم آل محمّد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل ـ يخرجه من جهله ، ويوضح له ما اشتبه عليه ـ على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه ، كفضل الشمس على السهى » 
 
أما الإمام الحسين عليه‌السلام فيقول في هذا الصدد : « من كفل لنا يتيما قطعته عنّا محبّتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتّى أرشده وهداه ، قال الله عزّ وجلّ : أيّها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك..» فمثل هذه النصائح والتوجهات تفسح المجال واسعاً أمام الاهتمام بالأيتام ، وتهيّء الأجواء لبناء وتدعيم علاقات تكافلية معهم ، وإلاّ تحولت حياتهم إلى صحراء مجدبة. ففي غياب منهج التكافل تتشكل ظاهرة التسوّل والتشرّد وبالتالي تنمو جذور الجريمة فيما بينهم ويقعون في هاوية الفساد . 
 
اللهم وفقنا لخدمه الایتام و تقبل منا باحسن القبول.
 
 
الخطبه الثانیه:
 
وتطرق سماحة العلامة حكيم الهي (دام عزه ) في الخطبة الثانية من الصلاة الى ذكر الرواية الثالثة من استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام , واليكم ما جاء فيها :
 
 
 قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 
«لو كان الحسن شخصاً لكانت فاطمة، بل هي أعظم، فإنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً».
 
 
ایها المومنون کما تعرفون نحن نعیش فی ایام استشهاد سیده نساء العالمین ونقدم احزاننا و آلامنا إلى مقام النبي الأكرم الرسول الأعظم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم ، والى مقام سيدي ومولاي الإمام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه وسهل الله مخرجه كما ونعزی مراجعنا العظام والعلماء الأفاضل في مشارق الأرض ومغاربها و الأمة الإسلامية بمناسبة شهـادة الـسيـدة الصديـقـة الـشـهـيـدة ,  بنت المصطفى محمد رَسُولِ اللهِ {ص } وزوجه ابن عم الرسول وَوَصِيُّهُ، ووارث علمه ، وأمينه على شرعه، وَخَليفَتُهُ في اُمَّتِهِ، سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) . 
 
 
ولاشك ان  للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) دور كبير في بناء وتدعيم قواعد الدين الإسلامي وتثبيت أركانه، إذ يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «ولولا فاطمة لما خلقتكما» فالزهراء (عليها السلام) هبة إلهية وعطية ربانية للرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) ، ومزيد نعمة وهي سر الإمامة، ومحور خلق الأئمة المعصومين(عليهم السلام).. إذ انها أنارت الحياة، وأقامت الدين الحق بأبنائها المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) وبمواقفها التاريخية.. والى يومنا هذا نرى الإسلام محفوظاً بفضل وجودها ووجود آخر أئمة الهدى صاحب العصر والزّمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وهو بركة من بركات الصديقة الطاهرة، عليها وعلى أبنائها أفضل الصلاة والسلام.. وهناك أحاديث كثيرة وربما متواترة توضح مقام الزهراء (عليها السلام) وقد رواها الفريقان في مختلف كتبهم.
 
 
 كما أن تعظيم مقام الزهراء(عليها السلام) تعظيم لمقام النبوة، وتعظيم للقيم الدينية التي أنزلها الله سبحانه. 
 
 
لا شك ان حبّ الزهراء (عليها السلام (، نابع من حب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم لها) ، فهي أُمّ أبيها وبضعته وروحه التي بين جنبيه ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبّها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم ، تلك المحبة التي لا تنبعث من العاطفة الاَبوية وحسب ، بل كان حبه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لها مشوباً بالاحترام والتبجيل ، وذلك لما تتمتع به الزهراء (عليها السلام)، من الفضائل الفريدة والمواهب والمزايا الفذّة ، فهي ابنة الاِسلام الاُولى التي ترعرعت في أحضان النبوة وشبّت في كنف الاِمامة ، وهي المعصومة من كل دنسٍ وعيب  فكانت المرأة المثلى في الاِسلام  والجدير الاقتداء بها في كل عصر ومصر . وما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدع فرصة أو مناسبة تمرُّ إلاّ ونوّه بعظمة الزهراء ، وإظهار فضلها وبيان مكانتها عند الله تعالى ورسوله وذلك لكي يحثُّ المسلمين على مودتها والتقدير لها من بعده ؛ لاَنّها بقيته الباقية وأُمّ الاَئمة المعصومين وقادة المسلمين المحافظين على رسالة الاِسلام وسنة جدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) .
 
 
روي عن مجاهد قال : خرج النبی (ص) ذات يوم وقد أخذ بيد الزهراء(عليها السلام) وقال: (من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) و فی حدیث آخر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لسلمان " يا سلمان من أحبّ ابنتي فاطمة فهو في الجنّة معي ومن أبغضها فهو في النار,  يا سلمان حب فاطمة ينفع في مئة موضع أيسرها الموت والقبر والحساب والصراط ثم قال: فمن صلى على فاطمة كان في درجتي في الجنة . نقل ابن داود في سننه عن ثوبان مولى رسول الله (ص) أنه قال: «كان رسول الله (ص) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة (ع) وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة (ع).  وهنا تعليق لطيف لابن شهرآشوب يقول فيه: "ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (ص) يفعل معها ذلك، إذ كانت ولده، وقد أمر الله تعالى بتعظيم الولد للوالد، ولايجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى". 
 
 
 اخوانی و اخواتی : 
نحن نعتقد ان الصدیقه فاطمه الزهراء نور و آیه عظیمه من آیات الله و سر من اسرار الله سبحانه و تعالی و نحن بل کل البشر محتاجین الیها فی الدنیا و الاخره و رایت ان بعض غیر المسلمین فی امورهم المهمه یتوسلون بها و یعتقدون انها خیر وسیله الی الله سبحانه و تعالی ولذا اود ان اشیر ببعض ما نستطیع ان نتقرب الیها و نستفید من برکاتها 
 
 
الاول : 
التوسل بها بای وسیله کانت خصوصا الحضور فی مجلس العزاء لها و الدعم و المساعده لاحیاء ذکرها وحث ابناءنا و اسرتنا علی الحضور فی مثل تلك المجالس.
 
 
الثانی : 
احترام ذراریها و الساده لاجلها و ان کانوا فاسقین کما ورد عن سلمان الفارسی انه قال کن محبا لمحمد وال محمد و ان کنت فاسقا و کن محبا لال محمد و ان کانوا فاسقین. 
 
 
الثالث : 
احیاء اسمها بتسمیه بناتنا باسمائها , ان ائمتنا کانوا یسمون بناتهم باسمها و کانوا یعظمون و یوقرون صاحب هذا الاسم , فقد روی ان رجلا دخل مجلس الامام الصادق علیه السلام و قال رزقت بنتا فسئله الامام علیه السلام عن اسمها فقال سمیتها فاطمه فقال علیه السلام وقرها وعظمها حبا لفاطمه الزهراء سلام الله علیها ولا تصیح علیها ولا تضربها.
 
 
الرابع : 
ذکر تسبیحها و هی تکبیر و تحمید فی ای وقت کان خصوصا بعد کل فریضه مباشره  و قرائتها قبیل النوم  لها اثر عظیم لكل من یرید ان یری فی المنام ارواح المومنین و المومنات و یسمع منهم بشاره الخیر ,  کل المسلمین من الشیعه و السنه کانوا ملتزمین بهذا التسبیح و مازال کذلك الا ان بعضهم یقولون ان التحمید بعد التسبیح .
 
 
الخامس : 
قرائه زیارتها خصوصا فی یوم الاحد .
 
 
اللهم ارزقنا حبها فی الدنیا و ارزقنا شفاعتها فی الاخره. وعجل فرج آل محمد وفرجنا بهم ياكريم .