2017الأخبار

خطیب صلاة الجمعة في ستوکهولم: عمل الإمام محمد الباقر (ع) على تعزيز المدرسة العلمية والفكرية التي انطلقت في حياة والده السجاد علیه السلام

أُقيمت صلاة الجمعة الموافق 25-08-2017 في مركز الامام علي (ع) الاسلامي في ستوكهولم بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ محسن حكيم الهي ( دام عزه ).

وتطرق سماحته في خطبة الصلاة الاولى الى فضیله الحج وآثاره وانه من اعظم شعائر الاسلام .
الصورة من الآرشیف
وتسائل سماحته:
 هل یوجد طریق حتی نستحق به ثواب الحجاج ؟
و الجواب : نعم هناک طرق متعدده لکل من یرید ان یشترک فی ثواب الحاج .
 الاول :
اتیان رکعتین فی العشره الاولی بعد فریضه المغرب
و الثانی:
النیابه بمعنی ان من لایقدرعلی الذهاب الی الحج یستطیع ان یرسل شخصا آخرا حتی یحج عنه .
و النیابه علی قسمین اما ان یحج الانسان نیابه عن المعصومین او المومنین  لانه يجوز للزائر أن يهدي ثواب زيارة كل من النبي والأئمة (عليهم السلام) إلى أرواحهم الطاهرة ؛ كما يجوز أن يهدي إلى أرواح كل من المؤمنين
و يجوز أن يزور بالنيابة عنهم كما روي بسند معتبر عن داود الصّرمي قال:
قلت للإمام الهادی (عليه السلام):
إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك. فقال:
لك من الله أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة.
واما ان یرسل شخصا آخر نیابه عنه او عن غیره.
ففي الحديث أنّ الإمام الهادی (صلوات الله وسلامه عليه) أرسل إلى حائر الحسين صلوات الله عليه من يزور له ويدعو.
وبسند معتبر عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
إذا أتيت قبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقضيت مايجب عليك فصلّ ركعتين ثم قف عند رأس النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثم قل: السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ الله مِنْ أَبِي وَاُمِّي وَزَوْجَتِي وَوَلَدِي وَحامَّتِي وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ.
وفي بعض الاحاديث أنّ سائلاً سأل أحد الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين عن الرجل يصلّي ركعتين أو يصوم يوما أو يحجّ أو يعتمر أو يزور رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم) أو أحد الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لاخ له في الدين أو يكون له على ذلك ثواب ؟ فقال:
إنّ ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره شي.
واحیانا یسأل البعض:
 اذا كان شخص مؤمن يحج سنويا ولكن نيابة مؤجره يعني يأخذ عليها مقابل مادي هل تحسب هذه حجة له ام حجة عن المنوي عنه؟
الجواب:
تشير بعض الروايات الى ان الذي يحج نيابة عن غيره يحصل على اجر الحج.
ففي وسائل الشيعة للحر العاملي  عن عبد الله بن سنان قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل فأعطاه ثلاثين دينارا يحج بها عن ابنه إسماعيل ، ولم يترك شيئا من العمرة إلى الحج إلا اشترط، عليه حتى اشترط عليه أن يسعى في وادى محسر، ثم قال : يا هذا، إذا أنت فعلت هذا كان لإسماعيل حجة بما أنفق من ماله وكان لك تسع حجج بما أتعبت من بدنك .
عن علي بن يقطين قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : رجل دفع إلى خمس اشخاص حجة واحدة فقال لي:
كلهم شركاء في الاجر،
فقلت : لمن الحج؟
فقال : لمن صلى بالحر والبرد .
عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له : الرجل يحج عن آخر ماله من الثواب ؟ قال : للذي يحج عن رجل أجر وثواب عشر حجج .
عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن ابنتي أوصت بحجة ولم تحج، قال : فحج عنها، فإنها لك ولها، قلت : إن امرأتي ماتت ولم تحج، قال : فحج عنها، فإنها لك ولها .
عن عمرو بن سعيد الساباطي، أنه كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) يسأله عن رجل أوصى إليه رجل أن يحج عنه ثلاثة رجال فيحل له أن يأخذ لنفسه حجة منها ؟ فوقع بخطه وقرأته : حج عنه إن شاء الله، فان لك مثل أجره، ولا ينقص من أجره شئ إنشاء الله تعالى .
وسئل الصادق (عليه السلام) عن الرجل يحج عن آخر، له من الأجر والثواب شئ ؟ فقال:
للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج، ويغفر له ولأبيه ولامه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته، إن الله واسع كريم.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من حج عن إنسان اشتركا، حتى إذا قضى طواف الفريضة انقطعت الشركة، فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاج.
وخاطب سماحته المؤمنين قائلاً:
یا ایهاالمومنون رحمکم الله احد العرفاء کان یوصی الذین لم یوفقوا للذهاب الی الحج یعنی امثالنا یقول اذا تحبون ان تدرکوا فضل ایام الحج و تستفیدون من برکات هذه الایام و الیالی و تکونون مثل الحجاج فعلیکم باتباع اخبار الحج یعنی افرضوا انتم مسافرین الی الحج و مثلا الان واقفین فی مسجد الشجره و تلبسون لباس الاحرام و تقولون لبیک اللهم لبیک و کل یوم اجعلوا انفسکم کاحد الحجاج و تطوفون حول بیت لله و تحضرون الی المشاعر  و یوم العرفه افرضوا انفسکم فی عرفات و مع الحجاج و تقرأون الدعاء و ترجعون الی منی و یوم العید عیدکم کذلک
و لعل من یحج بهذه الصوره ینال من الخیر و الفضل مثل ما یناله الحجاج.اللهم بارک فی حج حجاج بيتك الحرام و ارزقهم من الطافک و ارجعهم بالسلامة والخير والبركة بحق محمد وآله الطاهرين.
الخبطه الثانیة:
وتطرق سماحته في خطبة الصلاة الثانية الى شهادة الامام الباقر عليه السلام ونقل عنه حديثاً قال فيه:
( ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليک )
 في الیوم السابع من شهر ذی الحجه الحرام استشهد الامام الباقر علیه السلام.
وفی هذه الخطبة اود ان اذکر بعض الفضائل للامام علیه السلام.
قال ( عليه السلام ):
مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ، إلا من عَصَمَه الله
 و قال ( عليه السلام ):
مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلا الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي
و سئل الامام الباقر ما الموت ؟  فقال عليه السلام : هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا انه طويل مدته.
عاش الإمام الباقر مع جده الإمام الحسين حوالى ثلاث سنوات ونيف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء.
ثم قضى مع أبيه السجاد ثمان وثلاثين سنة يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقيم العليا وأنبت فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المثلى للبشرية واجتمعت فيه صفات ومزايا فريدة، فكان الإمام الصادق يقول: “كان أبي كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وأنه ليذكر الله (عز وجل) وأكل معه الطعام ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله عن ذكر الله… وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس”
كما كان له شرف الحصول على لقب “الباقر” من جدّه المصطفى كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري حيث يقول: “قال لي رسول الله : “يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له محمد يبقر العلم بقرا (يشقه شقا) فإذا لقيته فأقرءه مني السلام” فلما كَبُر سنّ جابر وخاف الموت جعل يقول: يا باقر يا باقر أين أنت، حتى راه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه ويقول: بأبي انت وأمي شبيه رسول الله إن جدک يقرؤك السلام.
وعمل الإمام محمد الباقر على تعزيز المدرسة العلمية والفكرية التي انطلقت في حياة والده السجاد فأصبحت تشدّ إليها الرحال من كل أقطار العالم الإسلامي حتى قال أحدهم لم يظهر من أحد من ولد الحسن والحسين في علم الدين واثار السنة وعلم القرون وفنون الاداب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر وتخرج من هذه المدرسة العظيمة كوكبة من أهل الفضل والعلم كزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم الثقفي وجابر بن يزيد الجعفي.. فكان تأسيس جامعة أهل البيت التي حوت عدداً كبيراً من العلماء حيث كانوا يأتون الى المدينة المنورة من مختلف الأقطار الاسلامية لينهلوا من الامام الباقر علومهم ومعارفهم وقد قال عطاء وهو أحد كبار علماء العامة يصف الامام الباقر : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم في مجلس أبي جعفر الباقرلقد رأيت الحكم بن عيينة كأنه عصفور مغلوب لا يملك من أمره شيئاً .
   روى الكليني بسنده عن الامام الصادق عليه‏السلام قال:
إن أبي استودعني ما هنالك يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الأنبياء و وداعهم فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون
و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع.
ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال أنه لم يوصى إليه فأردت أن تكون لك الحجة.
ثم اوصى بوقف من ماله لِنوادب يندبنه عشر سنين ، أيام منى من الحج.
واستشهد الإمام الباقر (ع) بسم دسه له الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب الإمام (ع) عليه، عندما أرجعه من دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه منها إلى الشام . فسرى السم من السرج إلى لحمه ، فأثر في رجله ثم أمرضه ثلاثة أيام ، و قبض (ع) يوم الأثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام بالمدينة المنورة .
وذكّر سماحة الشيخ المؤمنين بقدوم يومي عرفة والعيد حيث قال:
یا ایها المومنون يصادف یوم الخمیس القادم یوم عرفه وهو عيد من الاعياد العظيمة وإن لم يسمّ عيداً، وهو يوم دعی الله عباده فيه الى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد احسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه ،
وروي انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس فقال له :
ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يرجى فيه للاجنّة في الارحام أن تعمّها فضل الله تعالى فتسعد، ولهذا اليوم عدّة أعمال و انشاء الله نقرا دعاء عرفه فی هذ المکان .
و انشاءالله یوم الجمعه القادم يصادف یوم عید الاضحی و یستحب فیه الاضحية مباشره او نیابه و الافضل للمتمکنین ان یرسلوا ذبیحتهم الی المناطق المحتاجه لان بعض اخواننا و اخواتنا فی العراق و افغانستان بحاجه ماسه الی دعمنا و مساعدتنا .
واختتم سماحته صلاة الجمعه بالدعاء المؤمنين بالخير واليسر والبركة والاحسان وبتعجيل فرج سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى