Site icon Imam Ali Islamic Center

آراء مراجعنا العظام حول الصیام في زمن مرض کورونا

اجتمعت آراء مراجع الشيعة العظام على اعتبار الصيام في شهر رمضان المبارك واجب إلهي ومن أهم الفرائض الشرعية وإن جائحة كورونا لا ترفع التكليف إلا في ظروف محدودة تطرق المراجع إليها في معرض تعليقهم على الأمر.
هذا وقد قام مرکز الإمام علي (ع) الإسلامي بجمع آراء بعض مراجعنا الکرام حول فریضة الصیام المبارکة في زمن تفشي هذا المرض.

فيمایلي نص الآراء التي وردت في أجوبة المراجع دامت توفيقاتهم:

سماحة السید علي السیستاني (دام ظله):

الجواب: هناك أمور ينبغي الالتفات إليها:

١ ـ إن صيام شهر رمضان من أهم الفرائض الشرعية ولا يجوز تركه إلا لعذر حقيقي، أي ما يتأكد منه صاحبه دون ما لا واقع له.

٢ ـ إن من تلقّى نصيحة طبية بترك الصيام في بعض الشهر او كله من جهة أنه يرفع من احتمال اصابته بالمرض ـ مثلاٌ ـ وأثار ذلك في نفسه الخوف يسقط عنه وجوب الصيام اداءً ويلزمه القضاء.

هذا اذا لم يتمكن من ازالة الخوف من نفسه باتخاذ الاجراءات الوقائية المناسبة كالبقاء في البيت وعدم الاختلاط مع الآخرين عن قرب واستخدام الكمامة والكفوف الطبية ونحو ذلك، والا لزمه اتخاذها ولا يسقط عنه وجوب الصيام في الشهر الفضيل.

٣ ـ من يخاف الاصابة بالمرض اذا خرج للعمل ـ المستلزم للاختلاط مع الآخرين ـ يلزمه ترك العمل في شهر رمضان ليؤدي الصوم، واذا لم يسعه ترك عمله ـ لأيّ سبب كان ـ لم يجب عليه الصيام ولكن لا يجوز له التجاهر بالإفطار في الملأ العام، ويلزمه القضاء.

سماحة السید علي الخامنائي (دام ظله):

أن الصيام واجب إلهي وفي الحقيقة هو نعمة الله الخاصة لعباده، وهو من أسس التكامل والسمو الروحي للإنسان، وقد كان واجبا كذلك على الأمم السابقة.

أن الصيام من ضرورات الدين وأركان شريعة الإسلام، ولا يجوز ترك صيام شهر رمضان المبارك، إلا أن يظن الفرد ظنا عقلانيا بأن الصيام يؤدي إلى مرضه او تشديده او زيادة فترة المرض والتأخير في حصول الشفاء. وفي هذه الحالات يسقط وجوب صيام شهر رمضان ولكن يجب القضاء.

ومن البديهي انه يكفي الامر في حالة حصول الإطمئنان من أقوال الطبيب المختص والمتدين.

سماحة السید محمد سعید الحکیم (دام ظله):

ملاحظة! لن نجد إستفتاء خاص من سماحته حول الصوم في زمن مرض کورونا ولکن في ما یتعلق بالصوم عند المرض بشکل عام فأفتی سماحة السید بما یلي:

لا يصح الصوم من المريض الذي يضر به الصوم، سواء أكان الضرر بشدة المرض أم طول فترة علاجه كل ذلك بالمقدار المعتد به عرفا، كما أنه لا يصح الصوم من الصحيح إذا كان موجبا لحدوث مرض له. أما المريض الذي لا يضر الصوم بمرضه فيصح منه الصوم ويجب عليه.

سماحة الشیخ مکارم الشیرازي (دام ظله):

لا يمكن للإنسان لهذا السبب ]کورونا [  أن يترك صيامه، ويجب عليه ان يصوم في شهر رمضان، وبالطبع يمكنه في الفترة ما بين الإفطار والسحر ان يتناول الأغذية المقوية لمنع حدوث حالة الضعف الشديد لديه طيلة النهار، ولكن الذي يعلم أن الصوم مضر له، فعليه ان يترك الصيام، وإذا صام في هذه الحالة فصيامه ليس صحيحا، وكذلك الحال إن لم يتيقن ولكن يحتمل بصورة ملحوظة بأن الصيام مضر له، سواء كان هذا الاحتمال نابعا من تجربته الشخصية او من توصية الطبيب.

سماحة السید کاظم الحائري (دام ظله):

في تشخيص أنّ الصوم في هذه الظروف مضرّ بحال المكلّف أو لا يراجع الطبيب المختصّ، فإن تبيّن له أنّ الصوم مضرّ بحاله أو بقي لديه خوف الضرر من الصوم، ولم يكن ذلك منه ناشئاً من شذوذ ووسوسة، ولم يمكن له الصوم بلا خوف الضرر ولو بالوقاية والتحرّز -كغسل اليدين بالصابون وعدم الخروج إلى الأماكن المزدحمة ومراعاة الفواصل اللازمة مع الآخرين وما إلى ذلك- جاز له الإفطار حينئذ بلحاظ كلّ يوم يخاف فيه أن يكون الصوم مضرّاً بحاله، ثم يقضي بعد التخلّص من الوباء.

وإن كان عمله يضطرّه إلى الخروج من المنزل ولم يكن له طريق آخر غير محرج للاعتماد في رزقه عليه كالاستدانة ونحو ذلك، ولذلك بقي عنده خوف أن يضرّه الصوم، فحينئذ يجوز له الإفطار في كلّ يوم تكون حالته كما ذكرناه، ثم يقضي بعد التخلّص من الوباء.

وفي أيّ مورد جاز له الإفطار لا يجوز له التجاهر به في الملأ العام.

سماحة الشیخ وحید الخراساني (دام ظله):

من يعلم بأن ليس في الصيام ضرر له، حتى ولو قال الطبيب خلاف ذلك، يجب عليه الصيام. كما إن من يكون على يقين أو على ظن بأن في الصيام ضرر جدير أو خوف مصدره عقلاني، لا يجب عليه الصيام، حتى ولو قال الطبيب خلاف ذلك، وإن صام، فصيامه باطل، إلا إذا لم يكن في الصيام أي ضرر له ونيته التقرب إلى الله.

كما إن من يحتمل بأن الصيام فيه ضرر كبير له مما يخلق في نفسه خوف ويكون احتماله عقلائيا، لا يجب عليه الصوم وإذا صام يكون صيامه باطلا، إلا إذا لم يكن في الصيام أي ضرر له ونيته التقرب إلى الله.

سماحة الشیخ بشیر النجفي (دام ظله):

إن علم أن صيامه يؤدي إلى ابتلائه بهذا المرض (كورونا) المهلك وجب عليه الإفطار، ولكن قد علمنا مما وصل إلينا من بحوث الأطباء الأخصائيين أن لا علاقة بين الصوم والمرض، وقد روى الملمون جميعاً عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قوله: صوموا تصحوا، فلنستغل هذا الشهر الشريف بالصيام فيه وقاية من الأمراض كلها وخصوصاً هذا المرض الوبيل. أجار الله تعالى الناس جميعاً والمؤمنين بالخصوص والله العالم.

سماحة السید شبیري الزنجاني (دام ظله):

إذا اعتبر الأطباء الاختصاصيون إن الصيام يزيد من إمكانية إصابة المكلف بمرض كورونا وكذلك يعرضه للضرر، فلا يجب عليه الصيام؛ وقد ذُكرت هذه المسألة في الرسائل العملية. لكن يجب عدم التجاهر بالإفطار، ويجب الحفاظ على حرمة شهر رمضان المبارك.

لكن إذا ساهم تغيير الظروف، ومنها البقاء في المنزل، والتقليل من الحركة، والالتزام بالتوصيات الصحية، وتناول الأطعمة والمشروبات التي تعزز من مناعة الجسم، في التقليل من المستوى المعتاد للضرر، دون أن تسبب هذه الظروف صعوبات كبيرة، فيجب على المكلف أن يفعل ذلك ويصوم.

سماحة الشیخ إسحاق الفیاض (دام ظله):

لا يخفى على المؤمنين أعزهم الله تعالى بأن صوم شهر رمضان من ضروريات التكليف الشرعية وأنه ركن ثان من أركان الإسلام في الشريعة المقدسة وفرض في كتابه تعالى، فلا يجوز ترك صيامه لمجرد بعض النصائح العامة من دون تحقق الخوف الفعلي من الشخص لوضعه الصحي والعملي الخاص المؤدي لاحتمال إصابته فعلا لو بقي بلا ماء فترات النهار.

وليس كل الناس باختلاف حالاتها الصحية واستعدادات أجسامها ونوع أعمالها اليومية ووظائفها الخارجية بمستوى واحد من التأثر باحتمالات الإصابة بأنواع الأمراض، وعلى كل من لديه خوف مراجعة الطبيب المختص.

وعليه فمن كان لظرفه الخاص ولو من ناحية طبيعة عمله أو وضعه الصحي يخاف من الإصابة لو بقي صائما، كان لا يستطيع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة كلبس الكفوف والكمامات والبقاء بعيدا بمسافة آمنة ممن يحتمل احتمالا عقلائيا انتقال العدوى منه أو من بيئته إليه، بحيث لو بقي صائما ازدادت نسبة احتمال إصابته بالمرض لتلك الأسباب، ولم يكن يستطيع البقاء بعيدا أو في بيته ولو لاقتضاء عمله وكسب رزقه، جاز له ترك صيام ذلك اليوم أو الأيام التي يكون فيها في ذلك الظرف الخاص على أن لا يتجاهر بالإفطار العام ويقتصر على الضروري من الطعام والشراب الذي يعتقد معه كونه في أمان من الإصابة بالمرض.

Exit mobile version