أهل البیت علیهم السلامالمقالات
حياة الإمام الحسين عليه السلام
الثالث من الأئمة الأطهار: الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
والده: سيد الأوصياء ويعسوب الدين علي بن أبي طالب (ع).
والدته: البتول الطاهرة والصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (س) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
جده: أشرف وأكمل الكائنات ورسول ربّ العالمین النبي محمد (ص) .
ميلاده: ولد في الثالث من شعبان، العام الثالث من الهجرة، بالمدينة المنورة.
كنيته: أبو عبد الله.
صفته: كان الإمام الحسين(عليه السلام) أشبه الناس برسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلم يكن طويلا ولا قصيرا، كث اللحية واسع الصدر عظيم المنكبين رحب الكفين والقدمين، فصفاته قريبة جدا من صفات اخيه الإمام الحسن، وبالجملة كان الحسين في غاية الجمال ما راي أحد قط احسن ولا أملأ للعين منه.
ألقابه: الرشيد، الطيب، الوفي، الشهيد، السبط، السيد….
إمامته: قام بالأمر بعد أخيه الحسن مباشرة، وقد استلم مقام الإمامة عام50 للهجرة.
وفاته: استشهد مظلوما في كربلاء على يد جلاوزة يزيد بن معاوية في العاشر من المحرم عام61هـ وله من العمر58 سنة.
من مناقبه: إنه سيد شباب أهل الجنة، ومنه استمر خط الإمامة، وأحد الأربعة الذين باهل بهم النبي نصارى نجران، وأحد الخمسة في حديث الكساء، وأحد الذين جعل الله تعالى مودتهم واجبة، وقد خلد له رسول الله أوسمة رائعة لا تقاس بالماديات منها:
حسين مني وأنا من حسين.
أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين.
الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا.
حسين سبط من الأسباط.
من أحب ان ينظر إلى أحب أهل الأرض وإلى أحب أهل السماء فلينظر إلى الحسين.
وغيرها من الفضائل.
زوجاته: ليلى بنت أبي مرة بن مسعود الثقفي، ورباب بنت امرؤ القيس، وعاتكة، وشهربانويه أو شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى ملك الفرس.
أولاده: زين العابدين علي السّجاد (ع)، وعلى الأكبر (ع)، وجعفر، وعبد الله الرضيع ويقال له علي الأصغر، وسكينة، وفاطمة النبوية، ورقية سلام الله علیهم أجمعین.
نقش خاتمه: إن الله بالغ أمره.
حرزه: بسم الله يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم الرحمن الرحيم يا كاشف الغم يا فارج الهم يا باعث الرسل يا صادق الوعد اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ومن اتبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.
ميلاده وتسميته.
ولد الإمام الحسين في الثالث من شهر شعبان في العام الثالث من الهجرة بالمدينة، وبذلك أثمرت دوحة النبوة وشجرة الرسالة بالوليد الثاني، فاستبشرت الملائكة بولادته وأشرقت الارض بنوره، وانطلقت أسارير النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله) ففرح به فرحا عظيما، فاستلمه بيديه الكريمتين وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، بعدها انطلقت النبرات الحزينة من رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى انفجر بالبكاء وهو يحتضن الحسين ويشمه ويقبله، وعندما سئل عن سبب البكاء قال: (تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة) وهكذا عرف الحسين في يوم ميلاده أنه من الشهداء العظماء.
وسماه حسينا في سابع يوم من ولادته بعد أن أنزل هذا الاسم المبارك من قبل الله على النبي، وهو اسم لم يكن لأحد قبله، وعق عنه كبشا وحلق رأسه وقال لأمه: (احلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة كما فعلت بالحسن).
ومن الأمور العجيبة والآيات الباهرة في ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) أنه لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا ستة أشهر، فقد حملت به الزهراء لمدة ستة أشهر فقط ولم يولد مولود وبقي حيا لستة أشهر إلا عيسى بن مريم والحسين.
وهذا من فعل الله تعالى به ليدلل على عظمته ويلفت انتباه الناس إليه كما جعل من قبل ولادة أمير المؤمنين علي بأمر غريب ومكان مقدس ليشير إليه منذ أول يوم ولد.
الحسين (ع) مع جده (ص)
لقد كانت العلاقة بين خاتم الأنبياء وولده الحسين كالعلاقة بينه وبين الحسن، فهي فريدة من نوعها، فإنه على عظمته وشموخه كان يجثو للحسنين فيركبان على ظهره ويقول: (نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما)، فهذا فعل سيد الكائنات مع الحسين، إنه يريد ان يدلل على عظمة هذا الوليد وأهمية موقعه في المستقبل.
وفي يوم خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فمس بكاؤه شغاف قلب النبي(صلى الله عليه وآله) وآلمه فهرع إلى فاطمة وقال لها: (ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟).
فكانت العلاقة روحية، لأن الله تعالى قد اختزل في الحسين شمائل جده ومبادئه وقيمه، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): لم يرضع الحسين من فاطمة(عليها السلام) ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي(صلى الله عليه وآله) فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين وثلاثة فنبت لحم الحسين من لحم رسول الله ودمه.
وبذلك صدق قول النبي(حسين مني) ليعبر أنه منه ماديا ومعنويا.
الحسين (ع) مع أبيه (ع)
أقام الإمام الحسين مع أبيه ما يقارب سبعا وثلاثين سنة أو أقل، حيث أقام معه في الكوفة واشترك معه في حرب الجمل ضد الناكثين، ثم اشترك معه في حرب صفين ضد الفئة الباغية التي يرأسها معاوية والتي أخبر عنها النبي عندما قال: (عمار تقتله الفئة الباغية).
وكذلك اشترك الحسين مع أبيه المرتضى(عليه السلام) في حرب الخوارج، وكان ملازما له في السلم والحرب ينهل منه كل شيء: العلم والتجارب ومنطق الحياة وبالجملة فإنه كان يقتدي به لأن عليا نفس محمد(صلى الله عليه وآله)، وهو بذلك يقتدي برسول الله(صلى الله عليه وآله).
من فضائل الإمام الحسين (ع)
لقد اشترك الإمام الحسين مع أخيه الإمام الحسن في الفضائل، فهو: أحد الخمسة الذين نزل فيهم قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). الأحزاب: 33
وأحد أهل المودة: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). الشورى: 23
وأحد الثقلين: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي..)، وأحد حديث السفينة: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى)، وهو الذي بكته الملائكة والجن والإنس، بل بكته حتى الكونيات والطيور والحيتان وناح عليه الأنبياء والأوصياء في مقاماتهم.
وللحسين فضائل وخصائص انفرد بها منها:
أن الأئمة الأطهار من نسله.
أن الدعاء تحت قبته مستجاب.
جعل الله الشفاء في تراب قبره الطاهر.
أن الله لا يعد أيام زائريه ذهابا وإيابا من عمرهم.
من بكى عليه غفر الله تعالى له.
المصدر: www.tebyan.net